في عصر يتسم بالاتصال الرقمي الفوري وسهولة الوصول إلى المعلومات، قد يبدو من المفارقة أن واحدة من أكثر القضايا الاجتماعية إلحاحًا وتناميًا في مجتمعاتنا الحديثة هي العزلة الاجتماعية (Social Isolation). إنها حالة من الانفصال الموضوعي عن الشبكات والعلاقات الاجتماعية، تجربة قد يعيشها الملايين بصمت، تاركةً وراءها آثارًا لا تقتصر على الشعور المؤلم بالوحدة، بل تمتد لتشكل تهديدًا حقيقيًا على الصحة النفسية والجسدية للأفراد، وتضعف من قدرة المجتمع على التماسك والازدهار. إن فهم الأبعاد المعقدة لهذه الظاهرة – أسبابها المتشابكة، تداعياتها العميقة، والسبل الممكنة لمواجهتها – لم يعد مجرد اهتمام أكاديمي، بل هو ضرورة مجتمعية ملحة لبناء عالم أكثر ترابطًا وإنسانية. العزلة الاجتماعية: فهم الأسباب العميقة والآثار المقلقة